dimanche 15 juin 2008

علم النفس عند علماء المسلمين







يأتي هذا الكتاب "علم النفس عند علماء الإسلام" ليؤكد فضل السبق لهؤلاء العلماء على الحضارة الغربية التي قامت ونهضت على أساس من جهود علماء الإسلام في جميع فروع المعرفة الإنسانية، حيث قام علماء الإسلام بترجمة التراث اليوناني إلى اللغة السريالية ومنها إلى اللغة العربية وبذلك حافظوا على كنوز هذا التراث من الضياع، ولكنهم لم يكونوا مجرد نقله للحضارة اليونانية أو مترجمين فقط، ولكنهم أضافوا إليها من عنديتهم وصبغوا التراث اليوناني بالصبغة الإسلامية وأضافوا إليه الكثير من علوم القرآن الكريم والحديث وربطوا التراث العلمي بالقيم الأخلاقية ولذلك ساهموا في نشأة صرح من العلوم النافعة للناس كافة. وظلت أمهات الكتب الإسلامية وعمدها تدرس بالجامعات الأوروبية حتى القرن 17 الميلادي وترجمت كتبهم إلى معظم لغات العالم فأناروا الطريق أمام الإنسانية جمعاء. كانت الحضارة الإسلامية حضارة راقية في العصور الوسطى في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تغط في نوع عميق وتسبح في ظلام حضاري الإسلامية إلى جميع أنحاء العالم عبر معابر الحضارة في طليطلة وصقلية وعن طريق الفتوحات الإسلامية والتجارية والرحلات.
ولقد وأسهم علماء الإسلام بسهم وافر في نشأة الحضارة الإنسانية وبرعوا في كثير من العلوم والفنون وألوان المعارف الأخرى في الطب والصيدلة والفلك والفلسفة والرياضيات والطبيعة والسياسة والمنطق إلى جانب الشعر والأدب والتربية. ولقد أدرك علماء الإسلام كثيراً من المبادئ التي يقوم عليها اليوم علم حديث كعلم النفس وأدركوا كثيراً من مفاهيمه وتصوراته ومبادئه في الإدراك الحسي والانفعالات والتفكير والتخيل والتصور والإدراك والإبداع والاستقراء والاستنباط وكذلك أدركوا كثيراً من الأعراض والأمراض العقلية.والباحث العربي لا يكل ولا يمل من نفض الغبار عن التراث الإسلامي وإعادة إحيائه وإظهاره والتراث الإسلامي ملئ بالكنوز والدرر النفسية والغالية وتحتاج إلى يد الباحث المسلم الغيور على إسلامه وعروبته وقوميته. فلقد عرف العالم كله علماء وأفذاذ ققم وشوامخ في شتى مجالات العلم والفكر والفن من أمثال ابن سيناء وابن رشد والفارابي والرازي والغزالي وابن خلدون وابن النفيس وابن باجه وأبو حيان التوحيدي وابن حزم وابن الهيثم والطبري والسعودي وغيرهم كثيرون. وظلت مؤلفات خالدة عبر الزمان والمكان مثل كتاب القانون في الطب لابن سينا وكتاب الحاوي في الطب للرازي وظلت مقدمة ابن خلدون كنزاً ثميناً مملئ بشتى ألوان المعرفة الإنسانية.وقد يقول قائل أنها لم تكن حضارة إسلامية وإنما عربية وفارسية حيث أسهم فيها كثيرون من أبناء هذه العرقيات. ولكن الحقيقة أن هؤلاء مهما كانت أصولهم السلالية فارسية أو بربرية أو هندية فلقد نشأ هؤلاء في ظل الحضارة الإسلامية وتعلموا على يد شيوخها في الكتاب وغير من معاقل العلم وتشربوا التراث الإسلامي وأخذوا منه وتأثروا بأساتذتهم من المسلمين .في هذا الإطار العام يأتي الكتاب الذي بين يدينا والذي يعقد المقانات بين الفكر السيكولوجي والطبي الحديث وبين آراء القدماء كما أنه يعرض لبعض نماذج من علماء النفس في العصر الحديث تواصلاً وترابطاً واتصالاً بين الماضي والحاضر والمستقبل.وغاية الكتاب إبراز الجوانب الأخلاقية والتطبيقية في الفكر السيكولوجي والتربوي الحديث والقديم ذلك لأن العلم مهما بلغ من تقدم إنما يصبح شراً قاتلاً إذاً تجرد عن القيم الأخلاقية التي تحكمه وترشده وتوجهه بحيث يصبح علماً نافعاً للناس جميعاً.

1 commentaire:

mandela a dit…

bon apparament lblog hedha ma7gour malgrés illy mouleh kayeef...juste commentaire tachji3lines bech tji tol 3la ha terkina...